29‏/3‏/2007
! عن الشعور بالحمق
.. من الممتع دوما أن نشعر بالحمق بين الحين والآخر

كنت قد كتبت مضمون العبارة السابقة كجزء من رد لي في إحدى مدونات الأصدقاء .. وكالعادة توارت العبارة مع أخواتها في ذلك الركن المجهول الذي يسمونه العقل الباطن .. ولكنها ما لبثت أن قامت من ركنها هذا ، وتفضلت بزيارة عقلي الواعي منذ قليل

تأملت قليلا في تلك العبارة .. ثم سرعان ما تبين لي مدى عبقريتي عندما جلت بأنحائها ، واكتشفت عَبرها معانٍ أخرى للشعور بالحمق مصاحبة له .. وهي ليست سيئة تماما بالمناسبة .. مما جعلني أوقر – بشكل ما – ذلك الشعور ، وأضعه في تصنيف آخر في قائمة المشاعر بدلا من تواجده المكثف تحت خانة اللعنة الشهيرة


أحرك "فيتيس" عقلي إلى وضع التراجع .. وأعود بالذاكرة بضع سنوات للوراء .. أيام إلزامي بارتداء البنطلون الرمادي والقميص الأبيض المحتوَى من قبل البول أوفر الكحلي – هي الإعدادية إذن - .. كان يوما مثل أمثاله لا شيء يميزه .. ليلا كان الوقت .. لا أذكر أكان منتصفه أو ما بعد ذلك ..المهم أنني كنت أواجه مرآة الحمام بعد فراغي من الوضوء - وأشياء أخرى - متأملا ذلك الوجه الذي يتأملني باهتمام معكوس .. يبدو أنني كنت أمشط شعري لأرى كم أنا وسيم ، أو أنني اكتفيت بمحاولة التظاهر أنني فتى الشاشة الأول وأنني أقف أمام المرآة – فقط – مؤديا بروفة لأحد أدواري التي – حتما - ستكون رائعة .. لا أذكر تحديدا ما كنت أفعل ولا يهم الآن أن أتذكره لأذكره لك .. المهم هنا أنني توقفت للحظات أتبادل "التبريق" مع معكوسي المصعوق .... ثم شيئا فشيئا أخذت أقترب منه حذرا .. وأدرت وجهي نحو اليمين ناظرا بطرف عيني إلى السطح البراق الذي صار على بعد سنتيمترات قليلة من خدي الأيسر .. ثم أعدت تكرار ما أفعله مع الجهة الأخرى ...... لا أكاد أصدق .. أهذا معقول حقا !! .. يا لها من معجزة .... أعيد التأمل مرة أخرى كي أتأكد .. إنه حقيقي بالفعل .. ربما كان بعضه أصفرا ، ولكن هذا لا ينفي وجوده كذلك .. دعك من أن أي مدقق يستطيع رؤيته بشيء من الصعوبة حين يقترب ويدقق النظر

أظن الأمور صارت واضحة الآن – حسبما آمل - .. ولكن لمن لم يفهم شيئا من الوصف السابق .. دعني أقل له أن هذا اللحظات كانت لحظات اكتشافي الأول الرهيب ، لأولى الشعيرات النابتة على ذقني
مبهم هو ذلك الشعور .. أتعلم الشعور الذي ينتابك حين يتحقق شيئا ظللت تحلم به لسنوات طوال ، وتمني نفسك به في الليالي المقمرة ؟ .. حسنا ..دعني أقل لك بكل صدق ليس هذا هو الشعور بكل تأكيد ! .. ربما فقط لو كان مضاعفا متزايدا له أستطيع أن أقول أنك اقتربت .. فقط اقتربت

لازلت أذكر أيامها .. حينما كنت أهرول لأمي شبه يوميا كي أريها بفخر الإنجاز اللاإرادي الذي حققته .. وبطبيعة الحال لم تكن ترى شيئا مما أتحدث عن وجوده ، مما يضطرها لارتداء نظارتها الخاصة ، ثم تتبع ذلك بالتقاط العدسة المكبرة وتقربها مقتربةً من وجهي هي الأخرى .. فقط لتعلن لي أنها لا ترى شيئا .. ثم .. انتظر قليلا .. كلا .. هناك بعض الشعيرات فعلا .. تصوَّر
شعور يثقل صدري بالسعادة الفخور أحمله وأغادر المنزل منتشيا .. لقد نبتت ذقني !! .. يا له من خبر


أعيد "فتيس" عقلي اياه إلى الوضع الأول في حركة مفاجئة مرتطما بواقع أنني لم أحلق ذقني منذ فترة ، وقد نبتت تلك اللعينة محيلة المساحة التي تحتلها من وجهي إلى ما يشبه نباتات الأحراش الاستوائية .. لم أعد مهتما بحلاقتها وهي تصر ببرود تام على النمو بسرعة مستفزة .. وبما أنني عنيد فقد قابلت برودها ببرود أبرد منه ، واكتفيت بتركها تنمو كما تشاء أسبوعين أو أكثر قليلا ، ثم أذهب لأجزها جزّا عند الحلاق


أتذكر الآن – بالذات – ترقبي البالغ لازدهار بذور ذقني الوليدة حينذاك .. أذكر تماما الحنق الممتزج بالغيرة والمنافسة حين كنت أرى من هو في مثل سني او أكبر قليلا وقد أطال سالفيه أو "ضربها سكسوكة" أو أي شيء من تلك الأشياء التي تُـفعَل بشعر الوجه وامتداد شعر الرأس .. حينها كنت أذهب للمنزل كي أقف متأملا معكوسي الحبيب محاولا بشتى الطرق اختلاق أي نوع من أنواع السوالف الطويلة .. أتأمل وجهي في المرآة بعد بضع تحركات حذرة من الموسى .. حسنا لا بأس .. هناك ناحية أثقل من الأخرى ، ولكن لا يهم
ثم حين أذهب للحلاق لابد من التوصية الخالدة " طوّل السوالف " .. ثم أنصرف من عنده شاعرا بالفخر بأنني صار لي سوالف طويلة .. ربما كانت خفيفة تماما ، وربما كان كل ما تحويه هو باقة من الشعيرات الصفراء تناثرت بينها شعرتين أو ثلاثا من السود .. ولكن لا يهم

ثم تمر السنون شيئا فشيئا – عبارة تقليدية أجدني مجبرا على استخدامها للأسى ! - وأتذكر .. أول سكسوكة .. أول تقليعة في السوالف .. أول تقليعة تجميعية تضم السوالف والسكسوكة معا .... شعور من يصعد سلالم وقد بلغ به الإرهاق مبلغه ولكنه لا يبالى ويستمر في الصعود حيث تقع غايته يغمرني


ثم الآن ........ في رحلتي نصف الشهرية لجازّ الحشائش المدعو زورا بالحلاق – وفي بعض الثقافات المزيّن – ربما تقع عيناي على من كنت في مثل عمره بالأمس القريب .. أراه وقد قام بتحديد تلك الشعيرات الصفراء أمام أذنه فيم يشبه السالف .. ألمح في عينيه نظرة طالعتها كثيرا على ذلك السطح البراق لمرآة الحمام اياها


هل تفهم ما أريد قوله ..؟ .. هل تشعر بما شعرت به يوما وأردت نقله لك ..؟ .. هل استشعرت معي ذلك الشعور بالكفاح الممتزج بالفخر
لو لم أطالع حولي تلك الأوجه طويلة السوالف ، أنيقة "السكاسيك" – جمع سكسوكة – لما شعرت للحظة – أو هكذا أظن – بلذة الكفاح أو متعة المثابرة .. تلك الوجوه التي أثارت في نفسي خواطر من نوع : أريد أن أكون مثل هؤلاء .. بل سأكون مثلهم .. بل سأتغلب عليهم .... ثم ترى أحدهم وقد فعل شيئا ما تعجز أنت عنه بإمكانياتك المحدودة .. تشعر بالتضاؤل ، وأنك لن تستطيع أن تفعل ما يفعله .. تشعر بالحمق من فرحتك وشعورك بالفخر .. أي فخر يا أحمق ذلك الذي تشعر به ؟ .... ثم تستمر في تلك الدوّارة فترة لا بأس بها إلى أن .................


حسنا .. لابد أنك تتساءل الآن ..وبعد كل هذا ، إذا كان الحال كذلك تلك الفترة .. فما الذي أصابك الآن ..؟

انعدام الدافع هو .. أو هو غياب المنافسة .. ربما كان كلاهما السبب مجتمعين .. ولكن .. لم أعد أرى ما يستحق أن أتعب نفسي من أجله .... هذه سوالف طويلة ؟ .. فليكن .. أستطيع تربية مثلها وربما أطول .. يالها من دوجلاس – لفظ بديل للسكسوكة منعا للملل – مدهشة .. فليكن كذلك .. أمهلني أسبوعا واحدا لترَ ما هو أكثر أناقة منها

ترى .. لم يعد هناك ذلك الشعور بالمنافسة أو الإنجاز .. بالتالي فترت الحماسة ولم أعد أبالي



نفس الشيء ينطبق – إلى حد كبير – على الكتابة أيضا
أكتب لفترة ما – قصيرة كما هو عمري – ثم أتوقف .. ذلك الدينامو الذي هو موجود في مكان ما بين ثنيات العقل قد توقف عن توليد الحماسة لفكرة ما .. تجد الكثيرين في نظرك – القليلين في الواقع – يهنئونك على براعتك ، ويمدحون نفسهم على تلك الفرصة التي سنحت لهم لقراءة كتاباتك العبقرية ، فتشعر بالفخر لبراعتك في منحك الفرصة لهم لقراءة كتاباتك العبقرية .. ويبدأ شعور في التكون داخل رحم كيانك أنك ربما كنت عبقريا بالفعل .. وإلا فعم يتحدث كل هؤلاء إذن ..؟

ثم .... في ساعة من أصل أربع وعشرون ساعة تمثل وقت فراغك ، تتجول في بعض المدونات وتقرأ ما كتب آخرون بارعون حقا.. تلك الكتابات التي تشعرك أنك أحمق .. غر ساذج لازال لديك الكثير لتتعلمه ، وأنك لست بهذه العبقرية التي ظننتها بنفسك .. اللعنة ! .. أي فخر يا أحمق ذلك الذي تشعر به ؟


ولكن .. عند لحظة شعورك بالحمق الشديد ، وأن الفرق بينك وبين الحمار هو في القدرة على النهيق .. تجد ذلك الدينامو قد بدأ يهدر معلنا ضمنيا أنه لازال يعمل ولم يأت أجله بعد .. ويبدأ ذلك الشعور الذي شعرت به عند رؤيتك تلك الأوجه طويلة السوالف أنيقة "السكاسيك" في التولد مرة أخرى بشكل جديد ودافع مختلف .. فتمسك بالقلم – التخيل التقليدي لكلمة كتابة بمشتقاتها – والورقة ، ثم تنظر نظرة حالمة متحمسة حانقة في نفس الوقت .. وتبدأ في استنفاد حبر قلمك الجاف، أو كربون قلمك الرصاص.... أو ربما كنت من هواة "التكتكة" على "الكي بورد" – مثلي – فتتأهب بوضع يديك عليها ، وتثبت عينيك على الشاشة بنفس النظرة الحالمة المتحمسة الحانقة اياها .. ثم تبدأ في كتابة أولى سطورك في تأمل
.............. من الممتع دوما أن نشعر بالحمق بين الحين والآخر

التسميات: ,

 
posted by سيدوفسكي at 3:03 ص | Permalink | 11 comments
27‏/3‏/2007
!! يوم الخنقة العالمي
وانا قاعد مع نفسي كده ، وعمال اتناقش معاها .. كنت مخنوق شوية ساعتها وكاره المجتمع وناقم عليه .. م الآخر كنت في حالتي الطبيعية يعني .. المهم فكرت في حاجة كده طرأت على بالي


ليه مانخصصش يوم من كل عام للاحتفال بالخنقة؟ .. بجد مش باهرج .. فيها ايه يعني ؟.. اشمعنى الفالنتاين والحاجات دي لها عيد .. طب احنا المخنوقين مش نمثل طائفة من الشعب ؟ .. يبقى لازم يكون لينا يوم احنا كمان نحتفل بيه بخنقتنا ، زي ما الحبيبة لهم يوم بيحتفلوا بيه بحبهم

طيب .. انا هاتكلم شوية كده باعتباري واحد من المخنوقين .. مش سعيا خلف كسب التعاطف الجماهيري .. لا .. بس يعني .. أهو نشوف هل فعلا نستحق يوم زي ده والا لا .. واحكم انت وشوف


الأيام شبه بعض .. النهاردة زي امبارح وأكيد زي بكرة .. الأسبوع ده زي الأسبوع الجاي .. السنة نفسها تكرار للسنوات اللي قبلها ، ومافيش حاجة تبشر أن اللي بعدها هاتفرق عنها

الوشوش في الشارع هي هي .. التعبيرات على الوشوش نفسها مابتتغيرش .. شويتين الشباب اللي في البلد واللي المفروض أني بانتمي ليهم من الناحية العمرية مالهومش ملّة .. بص كده بنفسك في الجامعة .. أدخل من الباب كده وابدأ راقب الوجوه .. أي حتة فيها شويتين زرع هاتلاقي العالم قاعدين ولا على بالهم أي شيء .. اتفرج على تصرفاتهم واحكم بنفسك .. انا ياعم زهقت من أم المناظر دي اللى مجبر أشوفها كل يوم أروح فيه المخروبة دي .. كل واحدة بتبقى "قالعة" اللى ع الحبل مش لابسة ، وكل نطع من اللى معاها مبسوط بيها وهاتك يا ضحك وتخبيط وتلزيق معاها .. وطبيعي هي في أكتر حالات الانبساط والفرفشة .. يعني بجد انا مش فاهم هم عاوزين ايه بالظبط؟ .. ايه الرسالة اللي أي بنت قالعة بالمنظر ده وبتتصرف بالسبهللة دي عاوزة توصلها للي يشوفها؟ .... طيب والنطوع اللي معاها .. هايعوزوا ايه منها ؟ .. بس وحياة أبوك يا أخي ماتقولي الصداقة والأخوة البريئة عشان مش طالبة وجع قلب .. هو مش انا شاب برضه وليا صحاب شباب وعارف ازاى بيفكروا وبيتصرفوا ؟

معلش اسمعوني شوية .. هانفضل لحد امتى مكسوفين أوي من واقعنا المهبب ؟ .. حاجات كتير بتحصل حوالينا .. بتحصل لك انت وانتي وهو وهي .. وكل اللى بنعمله أننا ندفن راسنا في الزبالة .. نعمل مش شايفين على أساس أن ده هو اللى هايمنع كل حاجة وحشة ، وأن ده هايخلي الدنيا وردي

تيجي تبص ، تلاقي واحد باظظلك م الأرض بيكلمك عن الكلام مع البنات ، ولا .. وازاي .. ومايصحش .. وعيب .. وحرام .. ويسمعك موشحة عمرو بن كلثوم عن خطورة الكلام معاهم ولو ع النت .... تيجي تبص على البيه ، تلاقيه بيكلم بنات .. ومش أي بنات .. لا وبيكلمهم في – ولامؤاخذة – الجنس !! .. ياحبيب ماما .... أومال انت نازل واجع دماغي ليه م الصبح ومصدعني بكلامك

طيب .. بلاش ده .. انا نفسي مرة ألاقي حد فعلا جاي يعالج مشكلة ما ، ويبص لها بواقعية ويتكلم بعقل .... انما حاليا .. كل اللي بيتكلم عن الإصلاح والا البرنجان قاعد في برج عالي وبيتكلم منه كلام عجيب .. وبيقترح حلول ولا لها أي علاقة بأي حاجة في أى اتجاه .. وكل اللى بيعمله أنه بيزود الأمور تعقيدا على الخلق مش أكتر

كل حاجة دلوقت تسمع فيها وجهتي نظر .. إما المنع المطلق أو الإباحة التامة .. وطبيعي اللي بيمنع بيمنع وخلاص ولا له دعوة ازاى يتم ، ولا أنه بيتعامل المفترض مع نفوس بشرية مش مع آليين أول ما يقوله افتح يا مازنجر يروح سامع الكلام .. لا هو يقوم جاي يرمي الكلام وخلاص .. ويروح ينام مرتاح وهني البال على خدمته العظيمة للمجتمع وللبشرية

ماتكلمش بنات خاااااااااااااااالص .. ابعد عنهم كأنهم عقارب الصحراء .. دول أعداء يابني .. أول ماتلاقي بنت ماشية استعيذ بالله من الشيطان زي ما بتعمل لما تسمع حمار بينهق بالظبط .. وأول ما المنكر ده يعدي احمد ربك أنك نجوت .. طب ياعم الحاج ماهو الواحد لو اتعامل بالطريقة دي الذرية البشرية مش هاتكتمل طول مانا بابص للجنس الآخر النظرة دي .. طب ياسيدي الواقع مختلف بغض النظر عن صحته أو خطأه .. لا برضه هو كده .. أوعى تكلم أي امرأة حتى لو كانت دايسة على رجلك بكعب جزمتها .. حد يكلم منكر برضه ؟!
على الجانب التاني .. الحياة وردي تماما .. اعمل اللي انت عاوزه ياحاج .. كله مباح وكله تمام وكله حلاوة

تعالى مثلا لحاجة زي التعليم الجامعي ده .... كله قرف × قرف .. تلاقي واحد الناس بتقوله دكتور وهو بيتصرف تصرفات المتشردين ، ومفكر نفسه نصف إله وأن اللي خلقه ماخلقش غيره .. وتلاقيك بتنزل تسافر وتتقرف لمجرد أنك تروح سيكشن والا محاضرة تنام فيها عشان لما ييجي الغياب تثبت أنك حضرت !! .. والمصيبة بقى أنك تلاقي أهلك في البيت متهمينك أنك مقصر لأنك مابتروحش !!!! .. ولو حصل حاجة كده والا كده من اللى بيسموه دكتور .. يعني مثلا ظلمك في درجات والا حاجة يرجع اللوم عليك انت عشان ماكنتش بتروح وتلتزم !!!! .. يعني على طول الخط الغلط جاي من برة ، وفي الآخر برضه أنت الغلطان والمقصر الوحيد

الموضوع ده زيه بالظبط زي كلام بعض السياسيين عن الأوضاع في فلسطين أو حوار لبنان اياه ده .. ماسكين الفلسطينيين واللبنانيين مبهدلينهم ومطلعين عينهم نقد وتطويح يمين وشمال ، وحماس غلطانة عشان مش عارف ايه .. لا وحزب الله مش عارف بيعمل ايه وإيران مش عارف مالها .... ولا كأن في إسرائيليين ، ولا كأن في أمريكان .... لا العيب كله والغلط كله في حماس وحزب الله .. وهيييييييييييصة !!


يعني ... م الآخر كده ......
دلوقت الواحد يقف محتار .. لا الحل ده نافع .. ولا ده نافع .. طب ياجدعان بالراحة على الواحد .. هاتوا حل وسط .... بصوا للواقع بقى واسمعوا الناس عايشة ازاى واقترحوا حلول تطبق على الواقع مش على السحاب اللي انتو عايشين عليه

تقريبا أفضل حل أنك تتعود على تمارين اليوجا ، وتقضي وقتك يوجا على طول .. عشان ترتاح !

باقول ايه .. انا اتخنقت .. كفاية الكلمتين دول .. وخلي اللي جوايا جوايا بقى ............ ويخرب بيت اللي يزعلك يا شيخ



صحيح .. قبل ما أنسى .. حاجة أخيرة بس
إلى جانب يوم الخنقة اللي اقترحته .. أقترح كمان تخصيص يوم للظالم .. تطبيقا للمقولة كاسحة الشهرة لك يوم يا ظالم .. وعلى رأي أحد أصدقائي المقربين .. يوم الظالم عبادة

التسميات: ,

 
posted by سيدوفسكي at 4:24 ص | Permalink | 4 comments
25‏/3‏/2007
!! المثقفون في الأرض
دون مقدمات كثيرة بلا داع .. أقدم لك عزيزي النصائح الذهبية .. لتكون مثقفا يا عينيا .. كما هو واضح من العنوان فهي مجموعة من النصائح التي يبدو أنها غالية فعلا .. وينصح باتباعها لمن يريد نيل لقب مثقف


أولا .. تظاهر بالاستماع الجيد لنظيرك في النقاش .. هذا يضفي عليك سمة المتسامح ذو العقلية المتفتحة كما تعلم .. ولا تنسَ ابتسامة الثقة التي تعلو شفتيك ، فهذا يشعر الطرف الآخر بالغيظ وربما يؤثر عليه بالسلب أثناء كلامه

ثانيا .. فور أن تسمع من نظيرك حجة قوية .. بادر فورا بهز رأسك في بطء وكأنك تسمع خزعبلات مثيرة للشفقة .. ولسان حالك يقول يا للمسكين

ثالثا .. عندما ينتهي هو من كلامه .. بادر بالنحنحة ثم أثني على كلامه وعقله الكبير .. وأعلن احترامك له واحترامك للخلاف بينكما الذي لا يفسد للود قضية .. ثم بعدها مباشرةً كِل له من أشكال السباب و الإهانات ، و انطلق في التسفيه من رأيه .. ولا بأس من اتهامه بالعمالة والتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي – رغم أنه انهار أصلا - .. ثم بعد كل هذا أكّد على احترامك له مرة أخرى وللخلاف الذي – لا يزال – لا يفسد للود قضية

رابعا .. حاول دوما أن "تحشّر" ألفاظ ومصطلحات من نوعية "إمبريالية" و " علماني" و " ماسونية " .. ثم تحدث دوما عن السياسة مهما كان الحوار الدائر نفسه .. أدخل الكثير من "السياسة " وفسر كل التصرفات التي لا تجد لها تفسيرا على أنها تصرف سياسي .. وأخيرا تحمّس بشدة لفصل الدين عنها

خامسا .. عندما يتم إفحامك من قبل نظيرك .. افعل ما ذكر في "ثانيا" .. ثم ربت على كتفه إن أمكن .. وإن لم يمكن فرتب أوراقك/هندم ثيابك/قم من مكانك ، و ادع له بالهداية وصلاح الحال .. ثم أعلن وقتها أنك لن تكمل الحوار معه لأنه وصل لنهاية مغلقة ، وأن خصمك – اللعين – متمسك برأيه في تعصب واضح

سادسا .. أكثر من الحديث عن المخططات المريبة والتصرفات المثيرة للدهشة ، وحذر الناس منها واجعلهم يشعرون أنهم هالكون ما لم يأخذوا حذرهم .. ثم احرص على ألا يفهموا شيئا مما تقول .. يعطيك هذا مظهر العليم ببواطن الأمور الخافية عنهم

سابعا .. انف دوما وبشدة كل ما يقوله الطرف الآخر ..حتى إذا تشابهت وجهات نظركم ، أو حتى لو كنتم على نفس الخط .. يكفيك فقط أنه هو من يتكلم بغض النظر عما يقول .. ولا تنس غرضك الأساسي أبدا .. أن تكون على حق مهما كان الثمن

ثامنا .. تحدث دوما عن الوثائق التي تمتلكها والتي تؤيد كلامك .. لا أحد يطلب تلك الوثائق طالما بادرت بالحديث عنها

تاسعا .. في حالة تبنيك لقضية أو شخصية أو .. الخ .. عند حديثك عما تتبناه احرص على إسباغ بعض الصفات عليها مثل "التصرفات الحكيمة التي قادت الشعب إلى .. الخ الخ " أو " المقصد شديد النبل الذي فهمه المغرضون على أنه .. الخ الخ " .. لاحظ هنا أنك لم تتكلم عما تريد .. فقط وضعت له "الفرشة" الملائمة .. وهذا يساعدك كثيرا في استجلاب التعاطف اللاإرادي من العامّة


عاشرا وأخيرا .. النقاش هو الهدف الأسمى في حد ذاته .. والناس سذّج لا يفهمون شيئا .. فما الحاجة للوصول لنتائج بعد تحقيق ذلك الهدف ، من أجل ثلّة من السذّج ؟


التسميات:

 
posted by سيدوفسكي at 11:16 م | Permalink | 4 comments
14‏/3‏/2007
!! البمبة الكبيرة ياعمي .. والعيال كتيرة
بداية .. المقالة الحالية مبنية على التحقيق الرائع بعنوان ياحلاوة ع التفاهة من مدونة صخب أنثى .. ولا أنصح أحدا يقبل على قراءة ما كتبت ، إلا بعد أن يطالع ذلك التحقيق سابق الذكر ، المكتوب بلغة عامية جميلة - والأهم - صادقة


يلا يا جماعة عشان هانبدأ التسجيل كمان 5 دقايق .. كله ياخد مكانه بسرعة عشان نبقى جاهزين .. فتحي .. أول ما الأستاذة تديك الإشارة تقرب الكاميرا عليها و على الضيف اللي معاها تمام ..؟ .. وبعدين هي فين الأستاذة .. يا أستاذة حنااااااااااااااان

طبعا من السهل عليك أن تلاحظ طبيعة قائل العبارة السابقة .. واضح من كل خلجة من خلجاته أنه مخرج شيء ما .. كلهم يتصرف بهذه الطريقة المتسرعة ، ويبعثر كلماته وتوجيهاته على الجميع راسما علامات الخطورة على وجهه

يووه طيب .. جاية أهو

وطالما كان المتحدث الأول هو المخرج ، فمن الطبيعي أن تكون متحدثتنا السابقة هي الأستاذة المعنية .. وبما أنها أستاذة فقد كانت تفعل نفس الشيء الذي تفعله كل الإناث يتأهبن للظهور أمام الكاميرا .. تتأكد من وضع لمساتها الأخيرة على شعرها ، وتتيقن من توزيع الألوان على وجهها .. الأزرق فوق العينين ، الأخضر تحتهما .. همممممم جميل .. ولا بأس من بعض البنفسجي المختلط بالأصفر بشكل ما .. هذا بجانب خليط غريب جدا من الألوان الأخرى يندر وجودها في أغلى علب الألوان الفلوماستر

ها .. جبتوا العيال والا لسة ؟

هتفت بالعبارة أستاذتنا السابقة ، وهي تضيف المزيد من اللون الأزرق لشفتيها مخاطبة أااا.. لا أدري تحديدا من تخاطبهم .. هو واحد من هؤلاء الأشخاص الذين يعج بهم أي موقع تصوير ولا أدري لهم فائدة سوى أن يتم الصراخ بهم من قبل الجميع ..

مالقيناش غير واحد بس يا مدام .. الباقيين ماحدش رضى .. سمعتهم بيقولوا مش عارف أبوهم ماله ولازم يمشوا عشان شغل ايه .. حاجة كده

ييييييييييييه .. يعني كل ده وفي الآخر جايبينلي واحد بس .. وعمالين نقول للمشاهدين ترقبوا ترقبوا وانتظروا وفي الآخر تجيبولي واحد ..وبعدين يعني هما هاييجوا بلوشي .. ماحنا هانديهم حقهم في الآخر.... نهايته .. نقوم نصور القرف ده ونخلص عشان مش فاضية

قالتها الأستاذة حنان ثم قامت من مكانها .. ولم تنس أن تنظر نظرة أخيرة على مرآتها .. وما لبثت أن ابتسمت لصورتها المتكونة في المرآة ، وأعطت لها قبلة في الهواء .. ثم تحركت لتأخذ مكانها

جاهزين يا أستاذ علي .. اتكل على الله يا ريس .. أااا (متداركة).. أاا أسدي .. نبدأ نسوّر بأة

وعلى أثر كلماتها الأخيرة تحرك الأستاذ على الذي - كما لابد وأن لاحظتم- كان المخرج ، وجلس على كرسيه وأشعل غليون غريب المنظر فقط ليشعر بالعظمة والروعة .. وتحرك الجميع لأخذ مواقعهم في حماس وكأنهم سرية من الجنود يتعرضون لهجوم كاسح

وأمام أستاذتنا حنان ، جلس صبي في حدود الحادية أو الثانية عشر .. المثير للدهشة هنا هو تناقضه مع المظهر العام المحيط كله .. ملابسه أقل ما يقال عنها أنها استهلكت حتى فقدت ملامحها تماما، ولكنها لم تفقد وظيفتها على الأقل فيبدو أنها تنجح في إدخال الدفء إلى جسده بشكل ما .. ربما يعطيك هذا الوصف السريع لملابسه تخيلا عاما على مظهره العام ككل ، وربما جعلك تفهم سر تناقضه مع كل ما يحيط به في موقع التصوير

يلا يا جماعة .. هانبدأ نسجل .. 3 .. 2.. 1 .. أكشن

قالها المخرج .. وعلى أثرها ، ارتسمت ابتسامة مفاجئة على وجه الأستاذة حنان ، وجهتها نحو الكاميرا المسلطة عليها .. ثم وضعت الميكروفون أمام وجهها

أعزائي المشاهدين .. وكما وعدناكم ووعدتكم أسرة قناة (........) فإننا نفي بوعدنا كما .. الخ - ربع ساعة في كلام من هذا النوع - .. وزي ماحنا عارفين يا جماعة أنه أيامنا دي الوضع بقى سعب .. سعب .. سعب ( تقولها بتأثر واضح) .. يعني بدأنا نلاقي أطفال عايشين في الشوارع وكده ، وطبيعي بيبقى الجو حواليهم مش نضيف خالص .. لا ويمكن كمان بيناموا على الأرض ؟! .. تخيلوا يا جماعة .... بس سيبكوا انتو .. احنا النهاردة مش هانتكلم عن أطفال الشوارع .. ماهو مش عشان الواد اللي جابوهولـ ... أاقصد الطفل اللي مستضيفينه هنا هدومه وسـ ... أااكصدي هدومه مش نضشيفة يبقى شوارعي .. لا يا جماعة ماتحكموش بالظاهر "أركوكم" .. الطفل اللي معانا النهاردة هو نموذج للأطفال اللي بيشتغلوا في سن زوغيورة .. وعشان ماطولش عليكوا .. نبدأ بقى أسئلتنا له

ثم اتسعت ابتسامة أستاذتنا أكثر من السابق حتى ظن من رآها أن خديها التصقا بعيناها التصاقا
ازيك يا حبيبي

في الواقع أن الصبي كان مرهقا أصلا قبل أن يأتي للتصوير .. فهو قد أمضى اليوم كله - أو قل معظمه - على ظهر المركب .. وبالإضافة إلى شعوره بالملل أيضا من كلام الأستاذة حنان، فربما نجد أن هذا مبررا كافيا له كي ينام على كرسيه .. الأمر الذي لاحظته أستاذتنا حين التفتت لأول مرة منذ بداية التسجيل نحو الصبي .. فقامت بلكزه في حركة سريعة ، فأفاق وانتبه لما يحدث حوله

الحمد لله يا أبلة .. ماشي الحال

قل لي بقى بس بسرعة شوية عشان وقت التصوير بدأ ينتهي.. انت من امتى بتشتغل .. وليه اشتغلت .. والحاجات دي يعني وكده ؟

انا من مدة وانا باشتغل .. ييجي من حوالى سـ ....0


يبدو هنا أنه كان يحاول إخبار أستاذتنا الهمامة أنه يعمل منذ ست سنوات ، وأنه لولا مرض والده وعدم قدرته على إعالتهم وحده لما عمل في تلك السن .. ربما لو كان الأجر الذي يتقاضاه والده بالكافي لتغير الأمر .. ربما .... ولكن يبدو أيضا أننا لن نعرف كل هذا لأنها قاطعته في حماس


وازاى باباك بيسيبك تشتغل كده ومش بيخليك تلعب مع صوحابك أو تروح نوادى وتلعب تنس وبولو وكرة ماءوكده يعني .. الحاجات بتاعت الأطفال الزوغيرين اللي في سنك كداهو .. ها .. بس ماتنساش وقت البرنامج .. ها يلا قول بقا


بلبل !.. بلبل ايه ده يا أبلة .. احنا آخرنا نقعد مع بعض نتساير ونشدّ م "الكنتعة" وبس


(باشمئزاز شديد) .. كنتعة !! .. تطلع ايه دي


الكنتعة يا أبلة حاجة زي الشيـشـ ....0


يخيل إليّ أنه كان على وشك إخبارها أن الكنتعة هي أداة تحمل ذات السمات الوظيفية للشيشة ، وتختلف عنها في الشكل حيث أنها عبارة عن برطمان - مرطبان لو شئنا الدقة اللغوية - مغلق الفوهة بالفلين ولكنه يحتوي على فتحتان .. فتحة "التسليك" وهي الخاصة بعود البوص لاستنشاق الدخان .. الأخرى هي فتحة "المزاج" والخاصة بوضع تعميرة الدخان عليها .... ولكننا مرة أخرى للأسف الشديد لن نعلم هذا لأن أستاذتنا فائقة الحماس قاطعت المسكين للمرة الثانية


ما علينا يا حبيبي .. يعني شكلها حاجة بتدخنوها وخلاص .. باقولك وقت البرنامج .. بس يعني انت ايه خلاك تعمل كده .. يعني بتدخن وبتشتغل يعني عاوز تحس أنك شاب وكبرت وكده .. والا انت ايه في ليلتك الـ .... أاا والا ايه يا حبيبي ؟


(بابتسامة تحمل أطنانا من السخرية) .. شباب ايه اللى عاوز أعمل زيهم .. بعدين حضرتك الناس الشغالة فى البلد هم العواجيز و لامؤاخذة العيال .. الشباب آخرهم في البلد دي يدخنوا وبس


الله .. طب والله شطور .. طب قولي يا حبيبي .. لما انت كنت في ال .. الخ الخ


واستمر التصوير في البرنامج على نفس النهج السابق لمدة نصف ساعة أخرى تقريبا .. استهلكت منها أستاذتنا ربع ساعة من أجل الخاتمة ، وحوالى عشر دقائق في مقاطعات وأسئلة للصبي .. ثم بعد الانتهاء من كل هذا مالت الأستاذة على الصبي


يلا يا بابا .. خلاص خلصنا .. صحيح كنت هانسى .. خد المكافئة الكبيرة بتاعتك أهي ( وناولته شيئا في يده) وبالسلامة ورينا عرض كتفاك




-----------------------------------------
-----------------------------------------



صفحة من مذكرات شاب

أثناء عودتي المعتادة من الكلية ، لاعنا اليوم الذي عتبت فيه بابها .. لاحظت على غير العادة تجمعا من رواد القهوة الشهيرة التي تقع في طريق عودتي الدائم ، والتي يضايقني دوما انبعاث رائحة دخان المعسل والتفاحة في مزيج غريب يثير غثياني .. فعلى الرغم من كوني مدخنا ، إلا أنني لا أطيق تلك الرائحة المنبعثة من الشكمانات التي يطلقون عليها شيشة

ولكن ما جذبني بطبيعة الحال لم تكن رائحة الدخان ، فقد تعودت عليها بمرور الوقت مع احتفاظي باشمئزازي منها .. ما جذبني حقا هو ذلك البرنامج الذي يعرض على شاشتها التى لم تكن تعرض سوى شيئين .. كرة القدم والمصارعة الحرة
لمحت في البرنامج صبي رث الثياب نوعا ، يحادثه ما ظننت لوهلة أنه مهرج - وهو ما جذبني أول الأمر - .. ولكني بعد أن اقتربت قليلا اكتشفت أن المتحدث امرأة المفترض أنها جميلة إلى الحد الذي يدعوها للابتسام بكل هذه السعادة وهي تتحدث
في الواقع لم أتبين موضوع الحديث جيدا ، فقد وصلت في نهاية البرنامج .. ولكن من محادثات رواد القهوة - الذين أعرف بعضهم بالفعل - استنتجت أن ذلك الصبي يعمل أو ما شبه ، كما أنه يدخن الشيشة ! .. اللعنة.. وكأنني لم أكتف باستنشاق رائحة الدخان، حتى أسمع عنها أيضا

وحول موضوع البرنامج نفسه انقسم رود القهوة لعدة أقسام .. فمنهم من كان يرى أن المذيعة "مزة زي القمر " بشكل ما .. ومنهم من كان يرى أن الصبي مخطىء بتدخين الشيشة .. البعض الآخر أبدى تعاطفا ملحوظا مع الصبي ، وانخرط في نقاش حاد حول الحلول اللازمة لمواجهة المشكلة التي يتعرض لها المسكين ، وعزى البعض السبب الرئيسي للحكومة ، واتهم آخرون شارون - رغم أنه مات - أنه المتسبب الوحيد فيم حدث ، فيم انبرى آخرون ونادوا أن المجتمع هو السبب الأوحد فيم يحدث

ويبدو أنهم انخرطوا في مناقشاتهم هذه إلى حد كبير ، لدرجة أنهم لم يلاحظوا ذلك الصبي الذي يقف بالقرب منهم يتابع ما يجري بأعين خاوية .. أظنه كان موجودا منذ بداية البرنامج ولكن أحدا لم يلق له بالا نظرا لملابسه الرثة قليلا ، ومنظره العام غير الموحي بالثقة لهم ولي على حد السواء
وظل على هذه الحال قليلا .. ثم استدار ومضى في سبيله .. وفي استدارته هذه حانت التفاتة قصيرة لوجهه .. لا أدري أظنه مألوفا إلى حد ما .. بل ربما هو يشبه ذلك الصبي الذي رأيته في البرنامج منذ قليل .. أو ربما لا يكون فهم يتساوون جميعا في نظري .. لا أدري .. وفي الواقع لم أهتم كثيرا ومضيت أنا الآخر .. والطريف أنني سرت في نفس الطريق الذي سار فيه ذلك الصبي

ويبدو أنه قد قابل صديقا له .. إذ أنني سمعت صوته وهو يقول له " دي حتى ما سألتنيش عن اسمي " .. ثم سأله صديقه عن مكافئة ما أو جائزة أو حق ما .. فمد يده في جيبه بسخرية - لا أدري كيف يمد يده بسخرية ولكنه قد حدث - وأخرجها مضمومة .. ثم قربها من فمه ونفخ فيها عدة نفخات ثم ألقاها على الأرض فأصدرت دويا قويا إلى حد ما

أسرعت الخطا قليلا حتى تجاوزتهما .. ولكن ترامى إلى مسامعي صوت صديق الصبي يسأله " ياعم انت بتهرج أومال ايه المكافئة الكبيرة اللى انت خدتها " فرد عليه بكلمة أدهشتني حتى الآن ولم أفهم معناها

قال له : بمبة كبيرة !!!! .. ثم سكت

التسميات: ,

 
posted by سيدوفسكي at 2:35 ص | Permalink | 2 comments
11‏/3‏/2007
!..موضوع الساعة
أراهنك أنك سمعت هذه الكلمة مئات المرات ، وامتلأ رأسك بعشرات المقالات التي يحمل كل منها نفس العنوان .. ولعلك بدأت في التساؤل الآن عن "موضوع الساعة" الرهيب الذي أوشك على الحديث عنه .. بل إنني أسمع من يقول "صدعنا" ، ومن يهتف "اشجينا ياعم" ، وآخر يصيح "يييييييييييه يا با هي ناقصاك " .. ولهؤلاء بالذات أقول لهم ثلاثة كلمات - على الترتيب - " أسبرين" ، " يا ليل " ، " لا " .. وعامــة فكما تعلمون أن الباب يفوت جمَل .. ومن لا يعلم منكم فليسمح لي أن ينقل عينيه على السطر التالي ويتابع معي


استوقفتني هذه الكلمة - أو قل المصطلح - التي طالعتني كما طالعتك تماما مئات المرات .. وبدأت أبحث في الأسباب وراء تلك التسمية لموضوع ما ، وعلى أي أساس يستحق موضوع أو موقف أن يطلق عليه موضوع الساعة ، وما هي نوع الساعة أيضا هل هي كاسيو أم روليكس أم مجرد ساعة صينية مصابة بتشوه جنيني


وبعد تمحيص وتفحيص وتفصيص .. وبعد دراسات أربع تشهر .. توصلت إلى أن لفظة موضوع الساعة هذا يطلق على المواضيع التي تشغل أذهان الناس ، ويتناقشون حولها بكل حماس ، في فترة لا تزيد عن ساعة واحدة .. وغالبا يكون هذا النقاش هو الهدف الأسمى ، فلم أر أحدا يتخلى عن وجهة نظره في نقاش ، كما لم أجد حلولا ما تقدم لحل موضوع الساعة الهمام .. إلى جانب أن كل هذا الحماس المنصب على الموضوع يتبخر فورا في وقت قصير ويتصاعد إلى طبقات الجو العليا .. فلا يبق منه شيء في عقول الناس إلا بعد أن يعاد تسليط الضوء عليه مرة أخرى .. مما يشعرك أصلا بأن أهمية الموضوع مستمدة فقط من بقعة الضوء المسلطة عليه، لا لأنه مهم فعلا .. كما أن الناس لم تنشغل به إلا لأنهم رأوا آخرين يفعلون ذلك ليس إلا


على سبيل المثال وتقريب الصورة من الأذهان .. طائفة الممثلين .. لا يشتهر منهم إلا من تم تسليط الضوء عليه ، وعمل ضجة إعلامية كبيرة حوله ، بغض النظر عما إذا كان ممثلا بارعا ، أم مجرد صنم يغوث آخر

مثال آخر .. يوم فالنتاين الشهير .. يتم الاحتفال به في دول لا تمت للأخ فالنتاين بصلة أصلا ، وبنفس الطريقة التي يتم الاحتفال بها في الخارج .. فقط لأنهم اهتموا واحتفلوا به ، وجب على الآخرين فورا تقليدهم .. بغض النظر عن تناسبه مع المجتمع أم لا ، فهم لا يطوعون تلك الأشياء الخارجية مع المجتمع ، وإنما يحاولون تطويع المجتمع عليها


ثم .. وبقدرة قادر ..وبنظرية "موضوع الساعة" سابقة الذكر .. يتحول صنم يغوث إلى "الممثل القدير" وتتهافت الفتيات عليه صارخات بإسمه ثم يفقدن الوعي .. ويتحول يوم فالنتاين بقدرة قادر أيضا إلى عيد قومي يتم نشر التهاني القلبية بحلوله


ثم .. وتبعا لنظرية "التطور الطبيعي للحاجة الساقعة" .. يخفت الكلام تدريجيا عن مواضيع الساعة إلى أن ينتهي تماما

وكما يحدث للسيجارة بعد انتهائها .. يلقيها المدخن تحت قدمه ويسحقها .. أو يتركها تسقط من يده بلا مبالاة .. فقط ليمد يده لإشعال واحدة جديدة .. وهو ما يحدث تقريبا مع مواضيع الساعة .. مع فارق أن علبة السجائر لا يزيد محتواها عن 20 سيجارة ، ولا يتركها المدخن إلا بعد اصابته بالسرطان أو .. قيامه بالزواج

أما علبة المواضيع فلا نهاية لمحتواها .. وأظن أننا بحاجة ماسّة إلى تنويه يقال قبل النقاش في موضوع من مواضيع الساعة الشهيرة

انتبه .. الموضوع يدمر الصحة ويسبب الوفاة


ودمتم

التسميات:

 
posted by سيدوفسكي at 9:37 م | Permalink | 9 comments
من أول السطر

!!عودة مرة أخرى إلى التدوين
بعد حالة الملل ثم العصبية التي انتابتني في الفترة الأخيرة ، والتى ترتب عليها إلغائي مدونتي القديمة .. راودني شعور بالحنين لإنشاء مدونة جديدة ، أمارس فيها مهمتي الشهيرة "الكتابة حتى أشعر بالملل .. فأتوقف إلى أجل غير مسمى فقط كي أعود للكتابة بعدها.."..الخ

أكتب هذه المقدمة لسببين .. أولهما أنه لابد للمدونة من مقدمة.. أبسط حقوق القاريء العزيز أن يعرف كنه المدونة التي هو بصدد مطالعتها ، كي يقرر بعدها عما إذا كان سيستمر ويتوغل وينتشر .. الخ ، أم أنه ببساطة سيكتفي بهذا القدر من السخف ، ويعود للحديث مع حبيبته عبر الماسنجر

أما السبب الثاني هو أن أعلم ما أنا بصدد كتابته أصلا ! .. وهي مشكلة في حد ذاتها لو تعلم .. فإذا حددت لنفسي طريقا معينا أسلكه في المدونة ، أجد نفسي مجبرا على الالتزام به بغض النظر عما أرغب في كتابته في لحظة ما بعينها ، وهو ما لا أطيقه .. خاصة أنني لم أعرف بعد كيفية وضع تصنيف معين للمواضيع بالمدونة، مما يساهم في زيادة خنقتي وفقعي .. ولو حد ابن حلال يعرف يقولي ينوبه ثواب

عامة .. تجنبا لمزيد من الرغي والإطالة دون أي داع سوى شعوري بالفراغ .. فستكون هذه المدونة إن شاء الله خاصة بصب جام غضبي على .. على .................. على ..........................؟
آه .. حسنا .. ستكون صب جام غضبي فقط .. ليس مهما أن أحصي الآن ما سأصب غضبي عليه ، لأنى أعلم أنه كثير .. فقط كن مستعدًا لأي شيء عزيزي القاريء

قبل أن أنسى .. لا تقلق عزيزي .. لست من هواة نشر أخبار آكلي لحوم البشر ، أو إرفاق ملفات تعذيب خلق الله على يد ظبابيط الشرطة .. لا أحب رفع ضغطي بلا داع ، فلا داع أيضا لرفع ضغط سعادتك .. فاطمأن واهدأ بالا

فنكتف بهذا القدر الآن .. تكفي هذه السطور تماما كمقدمة.. وحتى تحين ساعة الصفر .. تتمنى لكم أسرة القناة الثـ ...... أااقصد .. أتمنى لكم قضاء وقت ممتع - بشكل ما -.. وحياة سعيدة - لا أدري كيف - .. وأشياء أخرى من هذا القبيل .......... و دمتم
 
posted by سيدوفسكي at 1:06 ص | Permalink | 12 comments