أولا .. تظاهر بالاستماع الجيد لنظيرك في النقاش .. هذا يضفي عليك سمة المتسامح ذو العقلية المتفتحة كما تعلم .. ولا تنسَ ابتسامة الثقة التي تعلو شفتيك ، فهذا يشعر الطرف الآخر بالغيظ وربما يؤثر عليه بالسلب أثناء كلامه
ثانيا .. فور أن تسمع من نظيرك حجة قوية .. بادر فورا بهز رأسك في بطء وكأنك تسمع خزعبلات مثيرة للشفقة .. ولسان حالك يقول يا للمسكين
ثالثا .. عندما ينتهي هو من كلامه .. بادر بالنحنحة ثم أثني على كلامه وعقله الكبير .. وأعلن احترامك له واحترامك للخلاف بينكما الذي لا يفسد للود قضية .. ثم بعدها مباشرةً كِل له من أشكال السباب و الإهانات ، و انطلق في التسفيه من رأيه .. ولا بأس من اتهامه بالعمالة والتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي – رغم أنه انهار أصلا - .. ثم بعد كل هذا أكّد على احترامك له مرة أخرى وللخلاف الذي – لا يزال – لا يفسد للود قضية
رابعا .. حاول دوما أن "تحشّر" ألفاظ ومصطلحات من نوعية "إمبريالية" و " علماني" و " ماسونية " .. ثم تحدث دوما عن السياسة مهما كان الحوار الدائر نفسه .. أدخل الكثير من "السياسة " وفسر كل التصرفات التي لا تجد لها تفسيرا على أنها تصرف سياسي .. وأخيرا تحمّس بشدة لفصل الدين عنها
خامسا .. عندما يتم إفحامك من قبل نظيرك .. افعل ما ذكر في "ثانيا" .. ثم ربت على كتفه إن أمكن .. وإن لم يمكن فرتب أوراقك/هندم ثيابك/قم من مكانك ، و ادع له بالهداية وصلاح الحال .. ثم أعلن وقتها أنك لن تكمل الحوار معه لأنه وصل لنهاية مغلقة ، وأن خصمك – اللعين – متمسك برأيه في تعصب واضح
سادسا .. أكثر من الحديث عن المخططات المريبة والتصرفات المثيرة للدهشة ، وحذر الناس منها واجعلهم يشعرون أنهم هالكون ما لم يأخذوا حذرهم .. ثم احرص على ألا يفهموا شيئا مما تقول .. يعطيك هذا مظهر العليم ببواطن الأمور الخافية عنهم
سابعا .. انف دوما وبشدة كل ما يقوله الطرف الآخر ..حتى إذا تشابهت وجهات نظركم ، أو حتى لو كنتم على نفس الخط .. يكفيك فقط أنه هو من يتكلم بغض النظر عما يقول .. ولا تنس غرضك الأساسي أبدا .. أن تكون على حق مهما كان الثمن
ثامنا .. تحدث دوما عن الوثائق التي تمتلكها والتي تؤيد كلامك .. لا أحد يطلب تلك الوثائق طالما بادرت بالحديث عنها
تاسعا .. في حالة تبنيك لقضية أو شخصية أو .. الخ .. عند حديثك عما تتبناه احرص على إسباغ بعض الصفات عليها مثل "التصرفات الحكيمة التي قادت الشعب إلى .. الخ الخ " أو " المقصد شديد النبل الذي فهمه المغرضون على أنه .. الخ الخ " .. لاحظ هنا أنك لم تتكلم عما تريد .. فقط وضعت له "الفرشة" الملائمة .. وهذا يساعدك كثيرا في استجلاب التعاطف اللاإرادي من العامّة
عاشرا وأخيرا .. النقاش هو الهدف الأسمى في حد ذاته .. والناس سذّج لا يفهمون شيئا .. فما الحاجة للوصول لنتائج بعد تحقيق ذلك الهدف ، من أجل ثلّة من السذّج ؟
التسميات: مقالات ،ساخر
يا خوفي منك يا بدران...
شوف يا صاحبي.. انا متفق معاك في حاجات كتير، ولي تحفظ على بعض حاجات...
اولا خلينا نتفق على ان المتفذلك يختلف عن المثقف بالتحذلق الدائم والتنطط بكلمات يمكن هو نفسه مش فاهمها اوي، وانما مجرد توقع انها تخدمه...
ولكن المثقف هو شخص له رؤية، وعنده معلومة يستطيع توظيفها، وخليني اقولك انه قد يتفلسف احيانا، لكن الفلسفة اصبحت شرط لازم لممارسة النقد وايصال افكار الفرد..
مش الفلسفة اللي هي الحوار البيزنطي دا، ومين جاء اولا البيضة ولا الدجاجة والمعارضة الفارغة بدون دليل او حجة، ولكن الفلسفة العلمية اللي بيمارسها الواحد منا ليصل الى الحقيقة...
المشكلة دلوقتي ان كل واحد بيمارس الفلسفة.. يقولولك سيبك ياعم دا هيتفلسف بقى ويصدعنا، في حين إن الفلسفة علم له مبادئ وله أصول وهو علم أساسي من علوم التطور، والأمة اللي متعرفش تتفلسف (الفلسفة العلمية).. مش هتقدر تصيغ نظريات وحركتات وبتاعات كدا.. فاهمني انت..
عموما .. اتوقع انك لو تقصد الالتباس اللي هيحصل للعامة، فدا التباس متوقع، لكن تخيل معايا كدا حوار بين متفذلك، وبين مثقف متفذلك مثلا
المتفذلك بليد وفقير تماما، حتى من أسس الحوار أصلا، لأنه لو عرف اسس الحوار لما تفذلك على الفاضي، انما المثقف قد يتنطط عليك بكلمتين، لكن تقدر تعتبر دا خطأ في شيء من كلامه، وتقدر تاخد وترد، وأعتقد انه لو كان مثقف حقيقي هيقبل ردك..
الى أن يصل الى درجة من الثقافة تمنعه من التفذلك، وتفتح ذهنه على آفاق أرحب..
وبس كدا ياعم عشان اييييه؟.. الساعه كام؟؟..
بس سيبك..
موضوع رائع فعلا، وبيحط الايد على مشكلة المثقف والمتثاقف بنظرة جديدة وأكثر جدية..
غير عن مواضيع اذا اردت ان تصبح مثقفا فتصور وانت ماسك قلما كذا كذا.. دي مواضيع انتهت وهي أشبه بالنكات أصلا
انما موضوعك رغم انه ساخر، لكن جدي وبيناقش حاجه فعلا...
تحياتي ليك يا
برنزززززز