يلا يا جماعة عشان هانبدأ التسجيل كمان 5 دقايق .. كله ياخد مكانه بسرعة عشان نبقى جاهزين .. فتحي .. أول ما الأستاذة تديك الإشارة تقرب الكاميرا عليها و على الضيف اللي معاها تمام ..؟ .. وبعدين هي فين الأستاذة .. يا أستاذة حنااااااااااااااان
طبعا من السهل عليك أن تلاحظ طبيعة قائل العبارة السابقة .. واضح من كل خلجة من خلجاته أنه مخرج شيء ما .. كلهم يتصرف بهذه الطريقة المتسرعة ، ويبعثر كلماته وتوجيهاته على الجميع راسما علامات الخطورة على وجهه
يووه طيب .. جاية أهو
وطالما كان المتحدث الأول هو المخرج ، فمن الطبيعي أن تكون متحدثتنا السابقة هي الأستاذة المعنية .. وبما أنها أستاذة فقد كانت تفعل نفس الشيء الذي تفعله كل الإناث يتأهبن للظهور أمام الكاميرا .. تتأكد من وضع لمساتها الأخيرة على شعرها ، وتتيقن من توزيع الألوان على وجهها .. الأزرق فوق العينين ، الأخضر تحتهما .. همممممم جميل .. ولا بأس من بعض البنفسجي المختلط بالأصفر بشكل ما .. هذا بجانب خليط غريب جدا من الألوان الأخرى يندر وجودها في أغلى علب الألوان الفلوماستر
ها .. جبتوا العيال والا لسة ؟
هتفت بالعبارة أستاذتنا السابقة ، وهي تضيف المزيد من اللون الأزرق لشفتيها مخاطبة أااا.. لا أدري تحديدا من تخاطبهم .. هو واحد من هؤلاء الأشخاص الذين يعج بهم أي موقع تصوير ولا أدري لهم فائدة سوى أن يتم الصراخ بهم من قبل الجميع ..
مالقيناش غير واحد بس يا مدام .. الباقيين ماحدش رضى .. سمعتهم بيقولوا مش عارف أبوهم ماله ولازم يمشوا عشان شغل ايه .. حاجة كده
ييييييييييييه .. يعني كل ده وفي الآخر جايبينلي واحد بس .. وعمالين نقول للمشاهدين ترقبوا ترقبوا وانتظروا وفي الآخر تجيبولي واحد ..وبعدين يعني هما هاييجوا بلوشي .. ماحنا هانديهم حقهم في الآخر.... نهايته .. نقوم نصور القرف ده ونخلص عشان مش فاضية
قالتها الأستاذة حنان ثم قامت من مكانها .. ولم تنس أن تنظر نظرة أخيرة على مرآتها .. وما لبثت أن ابتسمت لصورتها المتكونة في المرآة ، وأعطت لها قبلة في الهواء .. ثم تحركت لتأخذ مكانها
جاهزين يا أستاذ علي .. اتكل على الله يا ريس .. أااا (متداركة).. أاا أسدي .. نبدأ نسوّر بأة
وعلى أثر كلماتها الأخيرة تحرك الأستاذ على الذي - كما لابد وأن لاحظتم- كان المخرج ، وجلس على كرسيه وأشعل غليون غريب المنظر فقط ليشعر بالعظمة والروعة .. وتحرك الجميع لأخذ مواقعهم في حماس وكأنهم سرية من الجنود يتعرضون لهجوم كاسح
وأمام أستاذتنا حنان ، جلس صبي في حدود الحادية أو الثانية عشر .. المثير للدهشة هنا هو تناقضه مع المظهر العام المحيط كله .. ملابسه أقل ما يقال عنها أنها استهلكت حتى فقدت ملامحها تماما، ولكنها لم تفقد وظيفتها على الأقل فيبدو أنها تنجح في إدخال الدفء إلى جسده بشكل ما .. ربما يعطيك هذا الوصف السريع لملابسه تخيلا عاما على مظهره العام ككل ، وربما جعلك تفهم سر تناقضه مع كل ما يحيط به في موقع التصوير
يلا يا جماعة .. هانبدأ نسجل .. 3 .. 2.. 1 .. أكشن
قالها المخرج .. وعلى أثرها ، ارتسمت ابتسامة مفاجئة على وجه الأستاذة حنان ، وجهتها نحو الكاميرا المسلطة عليها .. ثم وضعت الميكروفون أمام وجهها
أعزائي المشاهدين .. وكما وعدناكم ووعدتكم أسرة قناة (........) فإننا نفي بوعدنا كما .. الخ - ربع ساعة في كلام من هذا النوع - .. وزي ماحنا عارفين يا جماعة أنه أيامنا دي الوضع بقى سعب .. سعب .. سعب ( تقولها بتأثر واضح) .. يعني بدأنا نلاقي أطفال عايشين في الشوارع وكده ، وطبيعي بيبقى الجو حواليهم مش نضيف خالص .. لا ويمكن كمان بيناموا على الأرض ؟! .. تخيلوا يا جماعة .... بس سيبكوا انتو .. احنا النهاردة مش هانتكلم عن أطفال الشوارع .. ماهو مش عشان الواد اللي جابوهولـ ... أاقصد الطفل اللي مستضيفينه هنا هدومه وسـ ... أااكصدي هدومه مش نضشيفة يبقى شوارعي .. لا يا جماعة ماتحكموش بالظاهر "أركوكم" .. الطفل اللي معانا النهاردة هو نموذج للأطفال اللي بيشتغلوا في سن زوغيورة .. وعشان ماطولش عليكوا .. نبدأ بقى أسئلتنا له
ثم اتسعت ابتسامة أستاذتنا أكثر من السابق حتى ظن من رآها أن خديها التصقا بعيناها التصاقا
في الواقع أن الصبي كان مرهقا أصلا قبل أن يأتي للتصوير .. فهو قد أمضى اليوم كله - أو قل معظمه - على ظهر المركب .. وبالإضافة إلى شعوره بالملل أيضا من كلام الأستاذة حنان، فربما نجد أن هذا مبررا كافيا له كي ينام على كرسيه .. الأمر الذي لاحظته أستاذتنا حين التفتت لأول مرة منذ بداية التسجيل نحو الصبي .. فقامت بلكزه في حركة سريعة ، فأفاق وانتبه لما يحدث حوله
الحمد لله يا أبلة .. ماشي الحال
قل لي بقى بس بسرعة شوية عشان وقت التصوير بدأ ينتهي.. انت من امتى بتشتغل .. وليه اشتغلت .. والحاجات دي يعني وكده ؟
انا من مدة وانا باشتغل .. ييجي من حوالى سـ ....0
يبدو هنا أنه كان يحاول إخبار أستاذتنا الهمامة أنه يعمل منذ ست سنوات ، وأنه لولا مرض والده وعدم قدرته على إعالتهم وحده لما عمل في تلك السن .. ربما لو كان الأجر الذي يتقاضاه والده بالكافي لتغير الأمر .. ربما .... ولكن يبدو أيضا أننا لن نعرف كل هذا لأنها قاطعته في حماس
وازاى باباك بيسيبك تشتغل كده ومش بيخليك تلعب مع صوحابك أو تروح نوادى وتلعب تنس وبولو وكرة ماءوكده يعني .. الحاجات بتاعت الأطفال الزوغيرين اللي في سنك كداهو .. ها .. بس ماتنساش وقت البرنامج .. ها يلا قول بقا
بلبل !.. بلبل ايه ده يا أبلة .. احنا آخرنا نقعد مع بعض نتساير ونشدّ م "الكنتعة" وبس
(باشمئزاز شديد) .. كنتعة !! .. تطلع ايه دي
الكنتعة يا أبلة حاجة زي الشيـشـ ....0
يخيل إليّ أنه كان على وشك إخبارها أن الكنتعة هي أداة تحمل ذات السمات الوظيفية للشيشة ، وتختلف عنها في الشكل حيث أنها عبارة عن برطمان - مرطبان لو شئنا الدقة اللغوية - مغلق الفوهة بالفلين ولكنه يحتوي على فتحتان .. فتحة "التسليك" وهي الخاصة بعود البوص لاستنشاق الدخان .. الأخرى هي فتحة "المزاج" والخاصة بوضع تعميرة الدخان عليها .... ولكننا مرة أخرى للأسف الشديد لن نعلم هذا لأن أستاذتنا فائقة الحماس قاطعت المسكين للمرة الثانية
ما علينا يا حبيبي .. يعني شكلها حاجة بتدخنوها وخلاص .. باقولك وقت البرنامج .. بس يعني انت ايه خلاك تعمل كده .. يعني بتدخن وبتشتغل يعني عاوز تحس أنك شاب وكبرت وكده .. والا انت ايه في ليلتك الـ .... أاا والا ايه يا حبيبي ؟
(بابتسامة تحمل أطنانا من السخرية) .. شباب ايه اللى عاوز أعمل زيهم .. بعدين حضرتك الناس الشغالة فى البلد هم العواجيز و لامؤاخذة العيال .. الشباب آخرهم في البلد دي يدخنوا وبس
الله .. طب والله شطور .. طب قولي يا حبيبي .. لما انت كنت في ال .. الخ الخ
واستمر التصوير في البرنامج على نفس النهج السابق لمدة نصف ساعة أخرى تقريبا .. استهلكت منها أستاذتنا ربع ساعة من أجل الخاتمة ، وحوالى عشر دقائق في مقاطعات وأسئلة للصبي .. ثم بعد الانتهاء من كل هذا مالت الأستاذة على الصبي
يلا يا بابا .. خلاص خلصنا .. صحيح كنت هانسى .. خد المكافئة الكبيرة بتاعتك أهي ( وناولته شيئا في يده) وبالسلامة ورينا عرض كتفاك
-----------------------------------------
-----------------------------------------
صفحة من مذكرات شاب
أثناء عودتي المعتادة من الكلية ، لاعنا اليوم الذي عتبت فيه بابها .. لاحظت على غير العادة تجمعا من رواد القهوة الشهيرة التي تقع في طريق عودتي الدائم ، والتي يضايقني دوما انبعاث رائحة دخان المعسل والتفاحة في مزيج غريب يثير غثياني .. فعلى الرغم من كوني مدخنا ، إلا أنني لا أطيق تلك الرائحة المنبعثة من الشكمانات التي يطلقون عليها شيشة
ولكن ما جذبني بطبيعة الحال لم تكن رائحة الدخان ، فقد تعودت عليها بمرور الوقت مع احتفاظي باشمئزازي منها .. ما جذبني حقا هو ذلك البرنامج الذي يعرض على شاشتها التى لم تكن تعرض سوى شيئين .. كرة القدم والمصارعة الحرة
لمحت في البرنامج صبي رث الثياب نوعا ، يحادثه ما ظننت لوهلة أنه مهرج - وهو ما جذبني أول الأمر - .. ولكني بعد أن اقتربت قليلا اكتشفت أن المتحدث امرأة المفترض أنها جميلة إلى الحد الذي يدعوها للابتسام بكل هذه السعادة وهي تتحدث
في الواقع لم أتبين موضوع الحديث جيدا ، فقد وصلت في نهاية البرنامج .. ولكن من محادثات رواد القهوة - الذين أعرف بعضهم بالفعل - استنتجت أن ذلك الصبي يعمل أو ما شبه ، كما أنه يدخن الشيشة ! .. اللعنة.. وكأنني لم أكتف باستنشاق رائحة الدخان، حتى أسمع عنها أيضا
وحول موضوع البرنامج نفسه انقسم رود القهوة لعدة أقسام .. فمنهم من كان يرى أن المذيعة "مزة زي القمر " بشكل ما .. ومنهم من كان يرى أن الصبي مخطىء بتدخين الشيشة .. البعض الآخر أبدى تعاطفا ملحوظا مع الصبي ، وانخرط في نقاش حاد حول الحلول اللازمة لمواجهة المشكلة التي يتعرض لها المسكين ، وعزى البعض السبب الرئيسي للحكومة ، واتهم آخرون شارون - رغم أنه مات - أنه المتسبب الوحيد فيم حدث ، فيم انبرى آخرون ونادوا أن المجتمع هو السبب الأوحد فيم يحدث
ويبدو أنهم انخرطوا في مناقشاتهم هذه إلى حد كبير ، لدرجة أنهم لم يلاحظوا ذلك الصبي الذي يقف بالقرب منهم يتابع ما يجري بأعين خاوية .. أظنه كان موجودا منذ بداية البرنامج ولكن أحدا لم يلق له بالا نظرا لملابسه الرثة قليلا ، ومنظره العام غير الموحي بالثقة لهم ولي على حد السواء
وظل على هذه الحال قليلا .. ثم استدار ومضى في سبيله .. وفي استدارته هذه حانت التفاتة قصيرة لوجهه .. لا أدري أظنه مألوفا إلى حد ما .. بل ربما هو يشبه ذلك الصبي الذي رأيته في البرنامج منذ قليل .. أو ربما لا يكون فهم يتساوون جميعا في نظري .. لا أدري .. وفي الواقع لم أهتم كثيرا ومضيت أنا الآخر .. والطريف أنني سرت في نفس الطريق الذي سار فيه ذلك الصبي
ويبدو أنه قد قابل صديقا له .. إذ أنني سمعت صوته وهو يقول له " دي حتى ما سألتنيش عن اسمي " .. ثم سأله صديقه عن مكافئة ما أو جائزة أو حق ما .. فمد يده في جيبه بسخرية - لا أدري كيف يمد يده بسخرية ولكنه قد حدث - وأخرجها مضمومة .. ثم قربها من فمه ونفخ فيها عدة نفخات ثم ألقاها على الأرض فأصدرت دويا قويا إلى حد ما
أسرعت الخطا قليلا حتى تجاوزتهما .. ولكن ترامى إلى مسامعي صوت صديق الصبي يسأله " ياعم انت بتهرج أومال ايه المكافئة الكبيرة اللى انت خدتها " فرد عليه بكلمة أدهشتني حتى الآن ولم أفهم معناها
قال له : بمبة كبيرة !!!! .. ثم سكت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنت عملتوا بهياه تانيه خالص وتخيلات وكدا..
بس متهيالى برضه إنه مركز على المذيعه أكتر من الولد نفسه..
يعنى وحده مهتمه بتوافه الأمور.. زينا إحنا والحكومه بالظبط وإحنا قبل الحكومه.. عرض المشكله مجرد عرض ومش كامل .. نقول يا حرام وياعينى وحنعملونعمل ومش بنعمل حاجه
تركيز على الديكورات اللى فى وشهاولبسها والميك اب بتاعها.. رتوش خارجيه بعيده عن الجوهر.. بس احنا بلدنا بره وجوه سمعتها وحشه .. ولا بلاش سمعتها اللى مسك فيها الكتاب فى مشكلة هاله سرحان وكإنها بنت خايفيين على سمعتها وكإن اللى اتعرض سواء مفبرك او لا مابيحصلش فى البلد
متفننين فى مهمة النعامه ودفن الرأس
مشكلة اطفال الشوارع او الفقر المتفشى فى البلد دى واللى وصل تفكير الأطفال للطريقه اللى انا قولتها فى البوست عندى فعلا مش طبيعيه بالمره
ومش حنقول يا حكومه حى المشكله !! ولا نقول ماهى الحكومه إحنا ..
سلام عليكم